وصفت باكستان، يوم الثلاثاء، عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بأنها الأداة الأكثر فعالية من حيث التكلفة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، داعيةً مجلس الأمن إلى ضمان أن تكون هذه البعثات ذات أساس سياسي واضح، ممولة بشكل مناسب، ومخطط لها بمهمات واضحة لتجنّب الفشل.
وفي كلمته خلال جلسة إحاطة رفيعة المستوى حول مستقبل عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، أشار سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، عاصم افتخار أحمد، إلى أنه لم يتم إطلاق أي بعثة حفظ سلام جديدة خلال العقد الماضي، رغم تزايد الأزمات العالمية.
وحذّر من أن تقليص أو إنهاء البعثات بشكل مبكر دون حلول سياسية يُعرّض المكتسبات للخطر ويخلق فراغات خطيرة.
وقال أحمد:
“تظل عمليات السلام واحدة من أكثر الأدوات فعالية من حيث التكلفة التي يمتلكها المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والأمن الدوليين. فبميزانية تبلغ 5.5 مليار دولار، تمثل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أقل من 0.3٪ من الإنفاق العسكري العالمي.”
وأضاف أن بعثات حفظ السلام لا ينبغي اعتبارها بديلًا عن العمليات السياسية، بل وسائل لتمكين تلك العمليات. وأكد على أهمية تفويضات واضحة ومبنية على السياق، وعلى الانتقال المسؤول القائم على الظروف وليس على جداول زمنية ثابتة.
وتُعد باكستان من أكبر الدول المساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام، حيث نشرت أكثر من 235,000 عنصر في 48 بعثة عبر أربع قارات خلال العقود الثمانية الماضية.
وتستضيف حاليًا واحدة من أقدم بعثات الأمم المتحدة – مجموعة المراقبين العسكريين في الهند وباكستان (UNMOGIP) – كما أنها عضو مؤسس في لجنة بناء السلام.
وأشار أحمد إلى أن 182 جنديًا باكستانيًا فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم تحت علم الأمم المتحدة.
وختم بالقول:
“عمليات حفظ السلام ليست حلاً سحريًا، لكنها أيضًا ليست من الماضي. إنها لا تزال الأداة الأكثر شرعية وتعاونًا وفعالية من حيث التكلفة التي يمتلكها المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار ودعم الحلول السياسية.”