إسلام آباد: دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار هذا الأسبوع إلى “الاعتراف العالمي” بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وذلك خلال قمة أممية عُقدت لمناقشة حل الدولتين في الشرق الأوسط.
جاءت تصريحات دار خلال مشاركته في مؤتمر رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي افتُتح يوم الإثنين برئاسة مشتركة لكل من السعودية وفرنسا.
وشهدت القمة حضور الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمراقبين، وأصحاب المصلحة الإقليميين، وناقشت في جلساتها العامة وموائدها المستديرة مواضيع شملت الترتيبات الأمنية، والاستجابة الإنسانية، وإعادة الإعمار، والجدوى الاقتصادية. عُقد المؤتمر في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط أزمة متصاعدة، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 58,000 شخص في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 من خلال عمليات عسكرية متعددة.
وفي كلمته يوم الإثنين، قال دار إن “الظلم المستمر في فلسطين ليس مجرد فشل سياسي، بل وصمة عار أخلاقية – وتهديد دائم للسلم والأمن الدوليين.”
وأضاف: “يجب ضمان الاعتراف العالمي بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.” كما رحّب بقرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، ودعا الدول التي لم تقم بذلك بعد إلى الانضمام إلى هذا التوجه العالمي نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
وكان دار يشير إلى خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف الرسمي بفلسطين، والتي يُتوقع إعلانها رسمياً خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وستكون فرنسا أول دولة من مجموعة السبع G7 تتخذ هذه الخطوة، ما قد يشجع توجهاً أوسع في أوروبا للاعتراف بدولة فلسطين.
وحتى أوائل هذا العام، اعترف نحو 147 من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، أي ما يقارب 75% من المجتمع الدولي، بما في ذلك غالبية دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كما انضمت حديثاً عدة دول أوروبية إلى هذا الاعتراف، منها النرويج، إيرلندا، إسبانيا، سلوفينيا، وأرمينيا، إضافة إلى دول الكاريبي مثل الباهاما، ترينيداد وتوباغو، جامايكا، وبربادوس.
وطالب دار بوقف “فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية، مشيداً بجهود قطر والولايات المتحدة ومصر والسعودية في هذا المجال. كما دعا إلى “وصول إنساني كامل ودون عوائق”، لا سيما الغذاء والدواء المنقذين للحياة، وضمان حماية فرق الإغاثة في غزة.
وأضاف: “رابعاً، يجب تحقيق المساءلة الدولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ يجب إنهاء الإفلات من العقاب. وخامساً، إعادة إحياء عملية سياسية حقيقية ولا رجعة فيها لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.”
وأكد دار أن باكستان على استعداد لتقديم الدعم الفني وبناء القدرات لفلسطين في قطاعات رئيسية مثل الإدارة العامة، والصحة، والتعليم، والخدمات، بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية، كما أنها مستعدة للإسهام في بناء مؤسسات الدولة، بما في ذلك من خلال المشاركة في خطة منظمة التعاون الإسلامي – الجامعة العربية، أو أي آلية دولية لحماية الشعب الفلسطيني.
وختم بالقول: “يجب أن ينتهي الاحتلال، وينتهي الآن. لقد حان وقت الحرية، وتقرير المصير، وقيام الدولة، وعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، فذلك هو الضمان الأفضل للسلام الدائم في المنطقة.”