كراتشي: توصلت باكستان وبنغلاديش إلى اتفاق مبدئي يسمح بالدخول بدون تأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية، حسبما أعلنت إسلام آباد يوم الأربعاء، في خطوة تشير إلى مزيد من تحسن العلاقات الثنائية التي طالما تأثرت بعداء تاريخي.
ويمثل اتفاق يوم الأربعاء أحد أبرز نتائج التقارب بين باكستان وبنغلاديش، لا سيما في مجالات التعاون الأمني الداخلي والتسهيلات الدبلوماسية.
وفي الأشهر الأخيرة، اتخذ البلدان خطوات لإعادة بناء العلاقات. وكان آخر وفد باكستاني رفيع المستوى يزور دكا بقيادة وكيلة وزارة الخارجية آمنہ بلوچ في وقت سابق من هذا العام، في إطار جهود أوسع من جانب إسلام آباد لإعادة ضبط علاقاتها الإقليمية في ظل التحولات الجيوسياسية والمخاوف الأمنية المشتركة.
وقد أُعلن القرار بشأن اتفاقية التأشيرة خلال اجتماع رفيع المستوى بين وزير الداخلية الفيدرالي الباكستاني محسن نقوي ووزير الداخلية البنغلاديشي الفريق المتقاعد جاهانغير عالم شودري، والذي عُقد في دكا يوم الأربعاء.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية الباكستانية: “تم تحقيق اختراق كبير فيما يتعلق بتسهيل الدخول بدون تأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية، وتوصل البلدان إلى اتفاق مبدئي بهذا الشأن”، دون أن يتم تحديد موعد لتطبيق الاتفاق.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات الأمن الداخلي، وتدريب الشرطة، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة المخدرات، ومكافحة الاتجار بالبشر. وسيتم تشكيل لجنة مشتركة لتنظيم هذا التعاون، على أن يرأسها من الجانب الباكستاني وكيل وزارة الداخلية خرم آغا.
واتفق الوزيران على إطلاق برامج تبادل بين أكاديميات الشرطة، ومن المتوقع أن يزور وفد بنغلاديشي قريبًا الأكاديمية الوطنية للشرطة في إسلام آباد، وفقًا للبيان.
ونقل البيان عن وزير الداخلية البنغلاديشي قوله خلال استقباله لنقوي بحرس شرف في وزارة الداخلية: “زيارتكم ذات أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا”.
كما أعرب عن تقديره لعرض باكستان توفير فرص تدريبية لضباط الشرطة البنغلاديشيين.
وعلى مدى عقود، حافظت بنغلاديش على علاقات وثيقة تاريخيًا مع خصم باكستان اللدود، الهند، التي كانت حليفها في زمن الحرب وشريكها الاقتصادي الرئيسي. أما العلاقات بين باكستان وبنغلاديش – التي كانت في السابق جزءًا من باكستان – فكانت متوترة تاريخيًا، بسبب الحرب الدموية عام 1971 التي أدت إلى استقلال بنغلاديش وما رافقها من اتهامات بارتكاب فظائع حرب. وظلت العلاقات الدبلوماسية محدودة لسنوات، وكانت الزيارات رفيعة المستوى نادرة.
لكن هذا الاصطفاف الإقليمي تغير بشكل كبير منذ الإطاحة برئيسة الوزراء الشيخة حسينة، التي فرت إلى الهند بعد انهيار حكومتها العام الماضي. ومع تدهور علاقات دكا مع نيودلهي وسط اتهامات بالتدخل السياسي وتوترات حدودية، تعززت علاقاتها الدبلوماسية مع إسلام آباد، مما يشير إلى تقارب نادر بين بلدين فرّقتهما عقود من التاريخ.