في بيان لسماحته بمناسبة حلول شهر محرّم الحرام لعام 1447هـ الموافق لعام 2025م، صرّح زعيم الشيعة في باكستان، العلامة السيد ساجد علي نقوي، بأن المادة 20 من دستور باكستان تضمن الحريات الدينية، وأن منع إقامة مراسم العزاء الحسيني بذريعة “أوامر من فوق” من قِبل السلطات في أنحاء البلاد أمرٌ غير مقبول.
وأوضح سماحته أن على العلماء والخطباء والذاكرين والمشاركين في مواكب العزاء والنائحين أن يقيموا مراسم العزاء بروح الوحدة والتآلف، وبأفضل صورة ممكنة. وأكد أن عزاء الإمام الحسين عليه السلام عبر التاريخ قد زاد من المحبة والارتباط بأهل البيت عليهم السلام، وأسهم في تعزيز أواصر الإخاء بين مختلف المذاهب والمدارس الإسلامية. إلا أن هذه الروح الحسينية لم ترق للتيارات المتعصبة والمتطرفة، فسعوا لإجهاض هذه الثقافة من خلال نشر الطائفية وتحويلها إلى عنف وصدامات، كما بدأوا في تضييق الخناق على عزاء الإمام الحسين تحت ذرائع واهية.
وأشار السيد إلى أن هناك مخططات واضحة لتقييد عزاء سيد الشهداء، من خلال منع المواكب الجديدة، وتسجيل قضايا ضد المشاركين في مواكب العزاء ووصمها بأنها “غير قانونية”، وفرض قيود على استخدام مكبرات الصوت، واشتراط الحصول على تراخيص لعقد المجالس، وتحديد مدتها، بل وحتى إلغاء بعض التراخيص، ومنع العلماء والذاكرين من أداء دورهم، وتقييد مشاركة الجماهير.
وأكد العلامة أن هذه الإجراءات تتعارض مع الحقوق الدستورية، مطالبًا الجميع بعدم التنازل عن حقهم القانوني والدستوري في إقامة العزاء، وعدم توقيع أي وثيقة تُلزمهم بذلك. كما دعا إلى مواصلة العمل الوطني والوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه المخططات، مشيرًا إلى أن القيادات الشيعية واجهت سابقًا هذه التحديات وأفشلت الكثير منها، حيث تم إحياء المجالس والفعاليات التي مُنعت، وإبلاغ الناس بأن المجالس لا تحتاج لأي تصريح رسمي.
وختم قائلاً إن على العلماء والخطباء والنائحين أن يعملوا على إقامة العزاء بروح الوحدة، وتقديم صورة مشرقة عن مذهب أهل البيت، ورفع الصوت الموحد دفاعًا عن حرية إحياء ذكرى سيد الشهداء عليه السلام، وإفشال مؤامرات سلب الحقوق من خلال وحدة الصف، والاقتداء بسيرة الإمام الحسين عليه السلام، والعمل على تجسيدها في الحياة اليومية.