الإعلام الإسرائيلي يُظهر قلقاً من قرارات ترامب وتباعد مع واشنطن
أظهرت وسائل الإعلام في إسرائيل اهتماماً كبيراً بقرارات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأخيرة، والتي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية.
ففي الوقت الذي وقف فيه بعض المحللين إلى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مشيدين بموقفه الرافض للضغوط الأميركية لإنهاء الحرب على غزة، رأى آخرون أن سياسات نتنياهو تسببت في تدهور العلاقة مع واشنطن. وأشار مؤيدو نتنياهو إلى أن إسرائيل لا تنوي وقف الحرب بل قد تسعى إلى تصعيدها، من خلال استهداف قادة بارزين في حركة حماس، وعلى رأسهم محمد الضيف ويحيى السنوار.
في المقابل، اتهم عدد من المعلقين والخبراء نتنياهو بأنه السبب الرئيسي وراء تراجع الدعم الأميركي، معتبرين أن واشنطن باتت تتخذ قرارات استراتيجية في الشرق الأوسط من دون التنسيق مع إسرائيل، وهو أمر وصفوه بـ”المقلق للغاية”. وقال بعضهم إن “القطار الأميركي غادر المحطة، وإسرائيل تحاول اللحاق به دون جدوى”.
ورأى محللون أن الفجوة بين إسرائيل والولايات المتحدة تتسع، خصوصاً بعد إتمام اتفاق إطلاق سراح الأسير الأميركي ألكسندر من خلال مفاوضات مباشرة بين إدارة ترامب وحركة حماس، من دون مشاركة إسرائيلية.
ووفقاً للمعلقين، فإن ما يُعتبر تقليدياً حجر الزاوية في العلاقة بين البلدين – أي التفوق العسكري النوعي لإسرائيل – قد بدأ بالتلاشي. فواشنطن باتت تزود السعودية بطائرات “F-35” وتقنيات متطورة كالذكاء الاصطناعي، وهي خطوات لم تكن تحدث سابقاً دون موافقة إسرائيلية.
وتخشى الأوساط الإسرائيلية من أن ترامب قد يوقّع اتفاقاً نووياً مع إيران من دون تنسيق مسبق مع تل أبيب، ما قد يزيد من حدة التوتر بين الطرفين.
وأكد مراقبون أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تمر حالياً بمفترق طرق حاسم، يهدد بنهاية عقود من التعاون الاستراتيجي الوثيق. وأوضحوا أن إسرائيل تواجه ضغوطاً متزايدة من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، إلى جانب عزلة متنامية من الجناح اليميني الجمهوري، ما يضع “العلاقات الخاصة” بين البلدين على المحك.